مقارنة بين الماسح الضوئي داخل الفم والطبعات السنية: دراسة لتحديد مزايا كل منهما

الدكتورة تانيا بارساد | مراجعة طبية من الدكتورة شايستا سلام

تم التحقق من المعلومات

جدول المحتويات:

  1. مقارنة بين الماسح الضوئي داخل الفم و الطبعات السنية: نظرة عامة.
  2. كيفية عملها والمواد المستخدمة.
  3. الميزات.
  4. السلبيات.
  5. حالات الاستخدام والتوجهات.
  6. دراسة حالة مع تقويم  EON. 
  7. الأسئلة الشائعة.

مقارنة بين الماسح الضوئي داخل الفم والطبعات السنية: نظرة عامة

يتطور عالم تقويم الأسنان وتركيبات الأسنان بشكل مستمر لضمان رضا المرضى. وقد أدى الانتقال من الطبعات التقليدية إلى الطبعات الرقمية الحديثة إلى إحداث نقلة نوعية ناجحة. توفر المواد مثل الألجينات والسيليكون لأطباء الأسنان طبعات سنية مثالية، لكنها  تفرض تحديات مختلفة، كونها غير مريحة للمرضى ونجاحها يعتمد على مهارة الطبيب.

 يعتقد أن عدم راحة المريض تجاه الطبعات التقليدية ناجم عن القلق من رد فعل المنعكس البلعومي أو الطبيعة التدخلية للإجراء. إضافة إلى ذلك، فقد تكون الطبعات التقليدية عرضة للتشوهات، مما يؤدي إلى اختلافات في العمل التعويضي النهائي. وقد ظهر مفهوم المسح الضوئي داخل الفم لمعالجة هذه المشاكل وتعزيز دقة تقويم الأسنان والعلاجات التعويضية. (1)

كيفية عملها والمواد المستخدمة

الطبعات الرقمية (DIS)

توفر الطبعات الرقمية ثلاثية الأبعاد دقة ممتازة وراحة للمرضى، مما يقلل بشكل كبير من القلق المرتبط بالطبعات التقليدية. وفي مجال تقويم الأسنان والذي غالبا ما يشمل المرضى الصغار، يتيح استخدام الطبعات الرقمية للأطباء توفير الوقت وخفض التكاليف.

يتم أخذ الطبعات الرقمية بمساعدة الماسحات الضوئية داخل الفم. وهي تعمل على مبدأ التقاط صور ثلاثية الأبعاد دقيقة للهياكل الفموية للمريض.

لالتقاط هذه الطبعات التفصيلية، نحتاج إلى تشغيل بعض الأدوات الأساسية. تستخدم الماسحات الضوئية داخل الفم جهازا يشبه العصا مزودا بكاميرا صغيرة تلتقط الصور بسرعة عالية، ينتج عن ذلك نموذجا سلسا ثلاثي الأبعاد.  قد تتطلب هذه الماسحات في كثير من الأحيان مسحوق عاكس أو وسيط متباين لتعزيز جودة الصورة، خاصة في الحالات الصعبة أو على الأسطح العاكسة (2).

أجهزة المسح الضوئي داخل الفم:

الماسحات الضوئية هي أجهزة تصوير رقمية لداخل الفم، وتتكون من أنظمة الحصول على البيانات على سطح الأسنان بشكل ثلاثي الأبعاد. في سير العمل النموذجي، يصدر الماسح الضوئي مصدر ضوء آمن يتفاعل مع أنسجة الفم. واعتمادا على نوع الماسح الضوئي المستخدم، يمكن أن يكون مصدر الضوء هو الليزر، أو ضوء منظم، أو تنظير صغير. تعمل هذه التقنيات في انسجام لتسجيل منحنيات الأسنان والأنسجة الرخوة بدقة رائعة. (3)

أنواع الماسحات الضوئية داخل الفم:

الماسحات الضوئية القائمة على الليزر:

تستخدم هذه الماسحات الضوئية ضوء الليزر لقياس المسافات بين أسطح الأسنان داخل تجويف الفم. هذا النوع دقيق وفعال للغاية، مما يجعله خيارا ناجحاً لدى الأطباء.

 الماسحات الضوئية المنظمة:

يعمل هذا النوع من خلال تسليط ضوء منظم داخل تجويف الفم ويلتقط التشوهات وينشئ صورة ثلاثية الأبعاد. وهذا النوع معروف بسرعته ودقته.

الماسحات الضوئية المجهرية:

تستخدم هذه الماسحات الضوئية مصدر ضوء دقيق وتقيس الانعكاسات لبناء صورة ثلاثية الأبعاد. وهذا النوع مثالي لالتقاط التفاصيل الدقيقة.

الماسحات الضوئية بالموجات فوق الصوتية:

تستخدم الماسحات الضوئية بالموجات فوق الصوتية موجات صوتية عالية التردد لإنشاء تمثيل ثلاثي الأبعاد للهياكل الفموية. وبالرغم من أن هذا النوع أقل شيوعا، إلا أنه يوفر مزايا فريدة من نوعها.

الطبعات التقليدية

تتضمن الطبعات التقليدية استخدام مواد مثل الألجينات أو معجون السيليكون ذات الجسم خفيف لالتقاط بنية أسنان المريض. ويضع طبيب الأسنان قالباً مليئاً بالمادة الخاصة بالطبعات في فم المريض. وبالرغم من تجربة هذه التقنية واختبارها إلا أن هناك بعض التحديات.

يعتمد نجاح هذه الطريقة بشكل كبير على مهارات الطبيب، مما يتيح الفرصة لحدوث الأخطاء. إن الحاجة إلى الطبعات الدقيقة يزيد من تعقيد هذه العملية. علاوة على ذلك، يجب صب انطباعات الألجينات في القالب على الفور لتجنب التغيرات البُعدية. وغالبا ما تؤدي الطبعات التقليدية، على الرغم من كونها أساسية، إلى تجربة أقل راحة للمريض ويمكن أن تستغرق من طبيب التقويم مدة طويلة لتقويم الأسنان (4)

الميزات:

الطبعات الرقمية

تفاصيل ودقة محسنة

في نقاش عن الماسح الضوئي داخل الفم مقابل الطبعات التقليدية، تقدمت الطبعات الرقمية بتوفيرها التفاصيل الدقيقة وبنية الأسنان الهيكلية والأبعاد المستقرة. وعلى عكس الطبعات التقليدية، فإن الطبعات الرقمية تقدم طريقة خالية من الخطأ لأخذها الشكل داخل الفم دون الحاجة إلى الاعتماد على مهارة الطبيب. يتم تقليل خطر الخطأ البشري واختصار مراحل التشذيب والتجميع بعد الضغط. علاوة على ذلك، يمكن النظر إلى الطبعات الرقمية من زوايا متعددة، مما يسمح لطبيب تقويم الأسنان بالوصول إلى خطة علاج أكثر شمولا. (5)

تعزيز راحة المريض

إن الهدف الأساسي للطبعات الرقمية هو راحة المريض. تضمن الماسحات البينية الرفيعة أن تكون العملية أسرع وأقل صعوبة بالنسبة للمريض. تتطلب الطبعات التقليدية أن يثبت الطبيب القوالب في فم المريض وهو جالس بحيث يدفع الطبيب القوالب داخل الفم ويجري بعض حركات الأنسجة الرخوة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الماسحات الضوئية داخل الفم أقل تدخلا بطبيعتها وتضع تركيزا أكبر على راحة المريض مما يحقق بدوره امتثالاً ورضا أفضل للمريض.

سهولة مشاركة البيانات 

عادة ما تتطلب خطة العلاج الشاملة نهجا متعدد التخصصات يتطلب مشاركة بيانات المرضى. فالصيغة الرقمية متميزة في هذا العصر كونها تتيح للأطباء مشاركة البيانات بسلاسة من خلال منصات إلكترونية آمنة. يمكن مشاركة الطبعات الرقمية السنية على شكل ملف (إس تي ل) مع زميل ممارس أو مستشار متخصص أو فني مختبر، وضمان وصول الطبعات الأصلية دون تغيير عندما تصل إلى الطرف الآخر. وهذا يبسط العملية بأكملها تماما ويضمن اختيار قرار سليم.

تصميم عملي صديق للبيئة

من وجهة نظر بيئية، تعد الطبعات الرقمية أكثر استدامة بيئياً وخياراً صديقاً للبيئة لأنها تقلل من النفايات المادية الناتجة عن الطبعات التقليدية. وبالإضافة إلى تقليلها من التأثير البيئي، فهي تسهل كذلك من إدارة البيانات بحيث لا تحتاج إلى بنية تحتية للتخزين المادي.

الطبعات التقليدية

فعالة من حيث التكلفة:

تعد الطبعات التقليدية أقل تكلفة مما يسهل استخدامها لدى عدد كبير من المرضى وأطباء الأسنان. فالمواد المطلوبة للطبعات التقليدية أرخص وقد تكون خيارا ميسور التكلفة للأطباء الجدد الذين يجهزون عياداتهم.

القدرة على التكيف:

تعد الطبعات التقليدية مفيدة في حالات مرضية خاصة، كأن يعاني المريض من فرط اللعاب، مما يعقد استخدام عمليات المسح داخل الفم.

السلبيات

الطبعات الرقمية

الاستثمار الأولي:

يتطلب تنفيذ النظام الرقمي استثماراً أساسياً مرتفعاً للمعدات والتدريب، مما قد يشكل عبئاً مالياً كبيراً على أصحاب العيادات الأصغر حجماً.

حجم الكاميرا داخل الفم:

قد يجد بعض المرضى، خاصة من لديهم فتحة فم ضيقة، أن حجم الكاميرات داخل الفم غير مريح، مما يجعل عملية المسح صعبة(7

  الطبعات التقليدية

  1. انزعاج المريض: بالرغم من أن الطبعات التقليدية قد استخدمت لمدة زمنية طويلة غير أنها غير مريحة للمرضى. إن احتمال حدوث رد فعل المنعكس البلعومي والشعور بالانزعاج بشكل عام أثناء العملية بأكملها يعد أمراً غير مستحب للمريض. ويظهر هذا بشكل خاص لدى المرضى الأصغر سنا والذين يحتاجون إلى علاج تقويم الأسنان. إن مرور المريض بتجربة مزعجة في بداية العلاج يمكن أن يقلل من امتثال المريض ويؤثر على استعداده لتلقي علاجاً الأسنان.
  1. عدم الدقة والتشوهات: الطبعات التقليدية عرضة للتشوهات وانعدام الدقة بسبب عوامل مثل عدم ملاءمة خلط المواد وإمكانية التشوه أثناء الإعداد. ويمكن أن تؤثر هذه القيود على دقة النماذج التشخيصية وفعالية أجهزة تقويم الأسنان أو الترميم التعويضي.
  1. التعقيدات اللوجستية: يشكل تخزين واسترجاع الطبعات المادية تعقيدات لوجستية أساسية. إن الحاجة إلى تخزين القوالب المادية لا تستهلك المساحة فحسب، بل تحتاج أيضا إلى بعض الوقت للوصول إلى المختبرات مما يعيق فعالية رعاية المرضى وسير العمل في ممارسة طب الأسنان (5).

 حالات الاستخدام والتوجهات

أبرزت العديد من الدراسات أن طرق الطبعات المستخدمة يعتمد على نوع العلاج وأجهزة تقويم الأسنان المستخدمة أثناء العلاج (8).

أفاد ساكومانو وآخرون في عام 2022 أن الطبعات التقليدية لا تزال تستخدم للأجهزة الثابتة، في حين أن الطبعات الرقمية أكثر تكيفًا مع أجهزة تقويم الأسنان المخصصة وعند العلاج بالتقويم الشفاف، والذي يستعمله على نطاق واسع المرضى البالغون.

وبالمثل، أظهر سيوتشيو وآخرون أن الطبعات الرقمية فعالة جدًا في تقليل القلق والغثيان. (8).

من سلبيات استخدام الماسحات الضوئية داخل الفم هو منحنى التعلم المطلوب لفهم التكنولوجيا واستخدامها بسهولة. حيث حلل زيتزمان وآخرون تقنيات للطبعات الرقمية والتقليدية، وأوضحوا أن جميع طلاب طب الأسنان وجدوا أن استخدام الأداة الرقمية أسهل من تقنيات الطبعة التقليدية (10).

من ناحية أخرى، أكد جودا إت براغر وجود مزايا لا يمكن إنكارها للطبعات الرقمية في الدراسات التي أجراها والتي أظهرت أن المرضى يفضلون التقنية الرقمية، خاصة بسبب كفاءتها من حيث الوقت (11). كما أكد جيلفولد وآخرون أن التقنية الرقمية كانت أكثر كفاءة وملاءمة من التقنية التقليدية التناظرية (12).

دراسة حالة

لمحة عامة  

أجرى ميغانو وآخرون دراسة لتقييم تفضيلات المرضى ومواقفهم تجاه تقنية الطبعات الرقمية مقارنةً بتقنية الطبعات التقليدية لمرضى تقويم الأسنان الشباب. كانت فرضية العدم هي أنه لا يوجد فرق في تفضيل المرضى وراحة العلاج بين تقنيات الطبعات التقليدية والرقمية (13).

المنهجية والموارد

أجريت الدراسة على 30 شخصًا مع تقسيم متساوٍ بين الذكور والإناث. تراوحت فئاتهم العمرية من 7 إلى 16 عامًا، وليس لدى أي من المرضى أي خبرة سابقة في الطبعات التقليدية أو الرقمية. خضع جميع المرضى لطرق أخذ الطبعات للحصول على نماذج تقويم الأسنان. تم أخذ الطبعات التقليدية باستخدام مادة الألجينات وتم تسجيل تقبّل وتوقّع الأشخاص مباشرة بعد الإجراء باستخدام استبانة موحدة.

تم الحصول على طبعة رقمية لكلا القوسين بعد 15 يومًا باستخدام ماسح ضوئي داخل الفم. تم اختبار موقف المرضى وانزعاجهم مباشرة بعد الطبعات باستخدام مقياس فاس(المقياس التناظري البصري). تم تقييم مصدر التوتر المتصور باستخدام مقياس قلق الحالة (مقياس س).

مناقشة

في هذه التجربة الطبية، فضل المرضى الطبعات الرقمية من حيث الراحة والقبول العام، مما أدى إلى رفض فرضية العدم.

ركزت الدراسة في المقام الأول على تقييم تصورات التوتر والقبول العام لتقنيات الطبعات. أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في زمن الطبعات الإجمالي، ويعزى ذلك إلى زمن الضبط السريع لمادة الألجينات. جميع المدللات المتعلقة بتقبل المرضى وراحتهم فضلت أنظمة الطبعات الرقمية على التقنيات التقليدية.

أظهرت ردة فعل المنعكس البلعومي وصعوبة التنفس اختلافات كبيرة، مما قد يسلط الضوء على فائدة الطبعات الرقمية في التغلب على هذه المشكلات. ومع ذلك، فمن الضروري ملاحظة أنه ليس كل أنظمة الطبعات الرقمية قد تؤدي إلى نفس النتائج.

النتائج

توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

- كانت الطبعات الرقمية أكثر قبولا من قبل المرضى مقارنة بالطبعات التقليدية.

- تفوقت الماسحات الضوئية داخل الفم من حيث الراحة و ردة فعل المنعكس البلعومي وصعوبة التنفس.

- لم تظهر كلا التقنيتين أي فروق ذات دلالة إحصائية من حيث التوتر (مقياس قلق الحالة).

الاستنتاجات

باختصار، أحدث ظهور الماسحات الضوئية داخل الفم ثورة في مجال طبعات الأسنان. توفر هذه التقنية الرقمية رعاية فائقة للمرضى وتعالج مشكلات مثل ردة فعل المنعكس البلعومي وصعوبة التنفس. في حين ظلت مستويات التوتر قابلة للمقارنة، إلا أن القبول العام للطبعات الرقمية يفوق بشكل كبير قبول الطرق التقليدية. يشير الانتقال إلى الماسحات الضوئية داخل الفم إلى تحول تدريجي في طب الأسنان الحديث، مما يبشر باتباع نهج أكثر كفاءة وأكثر تركيزًا على المريض.

أسئلة شائعة

المراجع

مواضيع ذات صلة