أرغنوميات طب الأسنان دليل تعزيز الإنتاجية وتقليل الإصابات

تم التحقق من المعلومات


إذا كنت طبيب أسنان وتسعى جاهدا إلى تحقيق مستويات جديدة في عيادتك الخاصة أو كنت مشغولًا بإدارة أعمالك وتطويرها، فقد لا تعطي موضوع سلامة بيئة العمل أهمية كافية. نهدف من خلال هذه المقالة إلى التركيز على أهمية الأرغونوميا في تعزيز إنتاجية طبيب الأسنان، ومنع الإصابات المزمنة والأوجاع. وسنذكر أيضًا الطرق التي تمكنك من تطوير مكان عملك لتعزيز الإنتاجية دون التضحية برفاهيتك وصحتك.

ما هي الأرغونوميا في طب الأسنان؟

وفقًا للجمعية الدولية الأرغونوميا (IEA)، يتم تعريف الأرغونوميا على أنها "النظام العلمي المعني بفهم التفاعلات بين البشر والعناصر الأخرى للنظام، والمهنة التي تطبق المبادئ النظرية والبيانات والأساليب للتصميم، من أجل تحسين رفاهية الإنسان والأداء العام للنظام."(1)

كلمة الأرغونوميا (Ergonomic)مشتقة من كلمتين يونانيتين هما "ergon" والتي تعني العمل و"nomos" والتي تعني القوانين أو المبادئ.

تهدف الأرغونوميا في طب الأسنان إلى تحسين بيئة الممارسة بحيث يكون هناك حد أدنى من الإجهاد البدني وعدم الراحة لطبيب الأسنان، إضافة إلى ضمان طول العمر الوظيفي لطبيب الأسنان من خلال منع الإصابات المرتبطة بالعمل.

ما أهمية الأرغونوميا في طب الأسنان؟

بما أنك طبيب أسنان، فأنت تقضي ساعات طويلة في علاج المرضى. إذا كانت مساحات العمل أو كراسي التشغيل أو غيرها من المعدات غير متوافقة هندسيًا، فقد تؤدي إلى إحداث ضرر في جسمك، وخاصة في الظهر والرقبة والبطن والمعصم، والأصابع. 

وبالإضافة إلى الأضرار الجسدية الدائمة، فإن الوضعية الخاطئة تؤدي إلى تراجع جودة العلاج الذي تقدمه للمرضى. لذلك، تعد بيئة العمل أمرًا بالغ الأهمية في طب الأسنان لأنها لا تحمي صحة وراحة طبيب الأسنان فحسب، بل تؤثر أيضًا بشكل مباشر على جودة رعاية المرضى وإنتاجية طبيب الأسنان.

الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار في بيئة العمل عند العلاج باستخدام التقويم الشفاف

عوامل الخطر

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة أو الضرر الدائم لأطباء الأسنان هي:

  1. تطبيق القوة: على الرغم من أن عملك كطبيب أسنان يتضمن مهارات دقيقة، إلا أنه يتعين عليك كذلك أداء المهام التي تتضمن تطبيق القوة مثل الدفع أو السحب أو الشد أو الرفع. وعند تأدية المهام البسيطة مثل تقليح اللثة والأسنان بالموجات فوق الصوتية بالموجات فوق الصوتية فإن أصابعك ويداك تتعرضان لبعض الضغط، وينتهي بك الأمر إلى الضغط على جسمك.
  1. الحركات المتكررة: نَصِف الحركة بأنها متكررة عندما يتم تنفيذها كل بضعة ثوان أو يتم استخدام نفس الجزء من الجسم لأدائها لأكثر من مرتين في الدقيقة لمدة ساعتين. يتعرض أطباء الأسنان باستمرار للحركات المتكررة للأصابع والمعصم مما يجعلهم عرضة للإصابة بمشاكل صحية مثل: (2)
  • متلازمة النفق الرسغي
  • ألأصبع الزنادي
  • متلازمة النفق المرفقي
  1. الاهتزاز المفرط: لا بد من تعرّض طبيب الأسنان للاهتزاز لمدة لا تقل عن ساعتين يومياً، إذ تتطلب جميع إجراءات العلاج تقريبًا شكلاً من أشكال الاهتزاز. ويؤدي الاهتزاز المفرط إلى خطر الإصابة بحالة تسمى متلازمة اهتزاز ذراع اليد والتي تتميز بخدر الأصابع وضعف الذراع.
  2. الوضعية الخاطئة: إن الآثار الجانبية للوضعية الخاطئة لا تظهر خلال السنوات الأولى من الممارسة، وإنما تظهر تدريجيًا، مع تقدمك في العمر. حيث تظهر مشاكل الرقبة والعمود الفقري وعلامات التصلب بسبب وضعية الانحناء. تؤثر الوضعية الخاطئة سواء لفترات قصيرة أو طويلة طوال اليوم سلبًا على جسمك. تعد آلام أسفل الظهر إحدى الطرق التي تظهر بها الآثار الجانبية للوضعية الخاطئة. لذلك تأكد دائمًا من الحفاظ على الوضعية الصحيحة عند فحص أسنان المريض أو الوصول إلى أدواتك. 


دور الوضعية الصحيحة وأهميتها

على عكس أجزاء الجسم الأخرى، فإن تجويف الفم هو عبارة عن مساحة ضيقة ومظلمة يصعب الوصول إليها ورؤيتها بوضوح. وللحصول على رؤية أفضل وإجراء العلاج اللازم، فإن طبيب الأسنان يسعى إلى ثني أو إجهاد الظهر والرقبة مما يتسبب في إصابتهم.

لمنع إصابات الإجهاد المتكررة والأضرار الجسدية الخطيرة، من الضروري اتباع المبادئ الصحيحة والتقيد بها خلال ممارستك، وبالتالي تجنب تعرض صحتك للخطر، لتحافظ على حياتك المهنية على المدى الطويل، أثناء تنفيذ إجراءات علاج الأسنان.

اختلالات وضعية شائعة

إن أكثر اختلالات الوضعية شيوعًا هي كما يلي:

  1. وضعية الرأس الأمامية: إن الميل بشكل كبير تجاه المريض أو تقديم رأسك للأمام يمكن أن يضع ضغطًا إضافياً على الرقبة وعضلات الظهر العلوية.
  2. أكتاف محدبة: يمكن أن يؤدي تقريب كتفيك أيضًا إلى وضعية خاطئة.
  3. الجلوس لساعات طويلة دون فترات راحة: إذا كنت تجلس في نفس الوضعية لساعات طويلة دون أخذ فترات راحة قصيرة، فقد تصاب بمشاكل في العضلات والعظام. وإذا كنت تجلس في وضعية غير مريحة، فإن الضرر يكون أكبر. يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى عدم الراحة في الورك والركبة أيضًا بسبب الضغط على هذه المفاصل.

المبادئ التوجيهية للوضعية الصحيحة في ممارسة طب الأسنان

فيما يلي بعض الإرشادات التي يجب عليك اتباعها للحفاظ على الوضع المناسب في ممارسة طب الأسنان: (1)

  1. حافظ على وضعية قائمة من خلال إبقاء رأسك في وضع فوق الكتفين. قم بإمالة رأسك للأمام قليلاً فقط عند الحاجة.
  2. أبقِ جذعك في وضع مستقيم واضبط مسند ظهر الكرسي للحصول على دعم لظهرك.
  3. لمعرفة إن كنت تجلس في وضع مستقيم، تأكد دائمًا من أن كتفيك موجهان فوق الوركين. أبقِ مرفقيك قريبين من جسمك وساعديك نحو الأمام.
  4. ضع معصميك في وضع محايد وحافظ على أطراف أصابعك على ارتفاع مريح.
  5. احرص على وضعية جلوس سليمة بجعل وركك أعلى بقليل من ركبتيك، وقدماك مسطحتان على الأرض، وأسفل الساقين على زاوية 90 درجة على الأرض.
  6. احرص على ارتداء أحذية وملابس مريحة في مكان العمل.
  7. للحصول على رؤية أفضل، استخدم المعدات المساعدة مثل العدسات المكبرة أو المجهر الذي يساعد في التكبير. إن الرؤية الدقيقة تعزز من التركيز وتساعدك في الحفاظ على الوضعية المثالية.


اجعل عيادة الأسنان صديقة لبيئة العمل الصحيحة

تصميم المكاتب

أثناء تصميم عيادة طب الأسنان، عادة ما يتركز الجهد على الناحية الجمالية للعيادة. وعلى الرغم من أن الجماليات لها دور أساسي في إدارة عيادة ناجحة، إلا أنه لا يمكن تجاهل بيئة العمل أبدًا.

وبالتالي يجب الاهتمام بالتفاصيل التالية أثناء تصميم مكتبك:

  1. وضع طاولة الأدوات بالقرب من طبيب الأسنان حتى يتمكن مساعد طبيب الأسنان أو طبيب الأسنان من الوصول إليها بسهولة.
  2. توفير إضاءة كافية لتعزيز الرؤية وتجنب إجهاد العينين. وفي الوقت نفسه، تجنب أن تكون إضاءة ضوء التشغيل أقوى بثلاثة أضعاف من الإضاءة المحيطة (إضاءة الغرفة)، وذلك للتأكد من أن طبيب الأسنان يتمتع برؤية جيدة أثناء العمل، وفي الوقت ذاته لا يتأذى المريض من شدة الإضاءة.
  3. توخي الحذر لتجنب أي حواف حادة في محطة العمل.
  4. توفير تهوية مناسبة مع الحفاظ على درجة حرارة لطيفة (يفضل أن تكون أعلى من 25 درجة مئوية) داخل المكتب.

عادات العمل

إليك بعض الإرشادات المتعلقة بعادات العمل وهي:

  1. لا تتجاهل أبدًا أعراضًا مثل الألم أو التيبس في الرقبة أو الرسغ أو الظهر، لأن إهمال هذه الأعراض الخفيفة، يدفعها لأن تتطور إلى مشاكل عضلية هيكلية مزمنة، وبعضها يسبب ضررًا دائمًا.
  2. يوصى بالحفاظ على وضعية قائمة أثناء العمل.
  3. تجنب أو الحد من الحركات المفرطة للأصابع والمعصم.
  4. أثناء العمل، بدّل وضعيتك من الجلوس إلى الوقوف.
  5. يوصى بالوضع الأفقي لكرسي المريض في معظم إجراءات العلاج. فعندما يكون المريض في وضع الاستلقاء، يصبح من الأسهل عليك الحفاظ على وضعية محايدة.
  6. استخدم الحجم المناسب من القفازات. على الرغم من أن هذا لا يبدو أمراً مهماً، إلا أنه في الواقع له تأثير كبير على حركات أصابع طبيب الأسنان.

الابتكارات في معدات وتكنولوجيا طب الأسنان

في عالم التكنولوجيا الحديثة هذا، لا تتأخر أبدًا عن تبني أحدث الابتكارات التي تهدف إلى جعل حياتك أسهل وأكثر راحة. إليك بعض النصائح المفيدة:

  1. يجب أن يكون كل من كرسي التشغيل وكرسي المريض قابل لتعديل الارتفاع.
  2. في كرسي طبيب الأسنان، يجب أن يكون هناك دعم لأسفل الظهر والصدر والذراعين.
  3.  تجنب استخدام الأدوات غير الحادة لأنها تقلل من كفاءتك وتزيد من التوتر وبالتالي تقلل من الأداء العام.
  4. يوصى باستبدال الأدوات اليدوية بمعدات أوتوماتيكية لتعزيز سهولة التشغيل وتقليل وقت الجلوس على الكرسي.

تدريب وتعليم أخصائي طب الأسنان

من الضروري أن يشارك طبيب الأسنان ببرامج التدريب والتعليم التي تقدم رؤى متعمقة حول المبادئ المريحة، مع التركيز على أهمية الحفاظ على الوضع المناسب وتعديل المعدات. وذلك لحماية صحة الطبيب وضمان أعلى معايير رعاية المرضى.

وبمساعدة مثل هذه البرامج، يمكنك تحديد ومعالجة المشكلات العضلية الهيكلية الشائعة المتعلقة بممارستك. تمهد هذه الدورات الطريق لإدخال أحدث الابتكارات في معدات وتكنولوجيا طب الأسنان المريحة التي تهدف إلى تقليل الإجهاد البدني وتعزيز الكفاءة العامة.

من خلال الأساس القوي في بيئة عمل طب الأسنان، يمكنك إنشاء بيئة عمل صحيحة تعود بالنفع عليك وعلى المرضى.

خاتمة

إن رعاية المرضى ورضاهم هي الأولوية القصوى لك كطبيب الأسنان، ولكن لا ينبغي التضحية بصحتك وحياتك المهنية في سعيك لتحقيق أهدافك. من خلال اتباع مبادئ بيئة عمل طب الأسنان السليمة، فإنك تحمي صحتك وتضمن طول العمر الوظيفي. ومن خلال تحسين مساحة العمل الخاصة بك، وممارسة عادات العمل السليمة وتمكين نفسك بأحدث الابتكارات المريحة، يمكنك

ضمان رفاهيتك وتحسين جودة رعاية المرضى. تذكر أن رفاهيتك لا تقل أهمية عن الابتسامات التي تصنعها!

أسئلة شائعة

المراجع

مواضيع ذات صلة