دكتورة تانيا بارساد مراجعة طبية من قبل الدكتورة شايستا سلام
يعد سوء الإطباق من الصنف الثالث، والذي يشار إليه عادةً باسم "العضة السفلية"، نوع من أنواع اختلال محاذاة الأسنان. يتميز سوء الإطباق من الصنف الثالث ببروز الأسنان الأمامية السفلية عن الأسنان الأمامية العلوية عند إطباق الفك. هناك أسباب مختلفة لهذه الحالة، بما في ذلك العوامل الوراثية، أو نمو الفك غير الطبيعي، أو مزيج من الاثنين معا. قد يرتبط سوء الإطباق من الصنف الثالث بنقص نمو الفك العلوي (و/أو رجوع الفك العلوي)، أو زيادة نمو الفك السفلي (و/أو بروز الفك السفلي)، أو مزيج من الحالتين مع وجود تشوهات رأسية وعرضية. (1)
أفادت دراسة منهجية حديثة عن انتشار عالمي لسوء إطباق الزاوية من الصنف الثالث بمقدار يتراوح بين 0% إلى 26.7% لمختلف المجموعات السكانية. وتم الكشف عن معدلات انتشار قدرها 15.80%، و15.69%، و16.59% في دول جنوب شرق آسيا، والصين، وماليزيا على التوالي. (1)
قد يواجه المرضى الذين يعانون من سوء الإطباق من الصنف الثالث
صعوبات في المضغ والكلام والحفاظ على الصحة الفموية المناسبة بسبب اختلال أسنانهم وفكهم. إلى جانب ذلك، يعاني مرضى الصنف الثالث
من مشاكل في مظهرهم الجمالي بسبب الشكل الجانبي المقعر للوجه والنمط الوظيفي العمودي الذي يحد من وظيفة الحركات العمودية. (2)
يستخدم أخصائيو تقويم الأسنان طرق علاج مختلفة، كالتقويم الثابت، وأجهزة تقويم الأسنان القابلة للإزالة، وأحيانًا التدخل الجراحي، لتصحيح سوء الإطباق من الصنف الثالث. الهدف هو تحقيق المحاذاة الصحيحة للأسنان والفكين لتحسين الوظيفة والجماليات. وفي بعض الحالات، يمكن أن يساعد علاج تقويم الأسنان المبكر خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة في توجيه نمو الفكين ومنع تطور سوء الإطباق من الصنف الثالث إلى مراحل أكثر تعقيداً.
هناك عدة عوامل تؤدي إلى تطور سوء الإطباق من الصنف الثالث، ولكن السبب الرئيسي يعود إلى أسباب وراثية بحسب ما أظهرت الأبحاث والدراسات المكثفة في هذا الموضوع. إن أنماط الوراثة العائلية، مثل "فك هابسبورغ" الموثق جيدًا في الملوك الأوروبيين، تؤكد على الأسس الجينية لبروز الفك السفلي. ومع ذلك، فمن المهم أن ندرك أن علم الوراثة وحده لا يكفي لتفسير الأسباب بشكل كامل، إذ تساهم العوامل البيئية أيضًا بشكل كبير في هذه الحالة (3).
يمكن للعادات الوضعية الخاطئة للفك السفلي أن تغير موضع لقمة الفك السفلي بشكل مرضي، مما يؤدي إلى تحرك الفك السفلي نحو الأمام. وتشمل العوامل الإضافية أنماط البلع غير التقليدية، وانسداد مجرى الهواء الأنفي، والتنفس عن طريق الفم، والتغيرات الوظيفية في الفك السفلي بسبب احتياجات الجهاز التنفسي، والاختلالات الهرمونية (على سبيل المثال، العملقة أو أورام الغدة النخامية)، والصدمات النفسية، وفقدان الأسنان الأولية قبل الأوان، والعيوب الخلقية مثل الشفة المشقوقة أو الشق الحلقي، وضعف العضلات، إما وحدها أو بالاشتراك مع عوامل بيئية أخرى. ويظل التفاعل الدقيق بين هذه العناصر الجينية والبيئية موضوعًا للبحث والنقاش المستمر (4).
يظهر مع سوء الإطباق من الصنف الثالث مجموعة من الصفات السريرية المميزة والتي يجب على أخصائي تقويم الأسنان مراعاتها جيداً من أجل التشخيص الدقيق. إن العضة المعكوسة الأمامية هي من المؤشرات الطبية الأولية، حيث تبرز الأسنان الأمامية السفلية متقدمة عن الأسنان الأمامية العلوية، مما يؤدي إلى حدوث العضة السفلية. غالبًا ما يواجه المرضى صعوبات في المضغ والكلام بسبب اختلال أسنانهم وفكهم. وبالإضافة إلى التحديات الوظيفية، يمكن أن يكون لسوء الإطباق من الصنف الثالث تأثير كبير على جماليات الوجه، مما يؤثر على ثقة المريض بذاته ونوعية حياته بشكل عام. (5)
يمكن أن يظهر سوء الإطباق من الصنف الثالث في أشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة في الشدة. ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع أساسية:
: يتضمن هذا النوع في المقام الأول تناقضات هيكلية بين الفكين العلوي والسفلي، وتتميز إما بقصور الفك العلوي، أو بروز الفك السفلي، أو كليهما معاً. وغالبًا ما تلعب العوامل الوراثية دورًا أساسياً في سوء الإطباق الهيكلي من الصنف الثالث.
في هذا الشكل، تكون الأسنان هي سبب التناقض بين الأسنان العلوية والسفلية، وتكون محاذاة الفك طبيعية نسبيًا. وقد ينجم سوء إطباق الأسنان من الصنف الثالث عن عوامل مثل التناقضات في حجم الأسنان أو ازدحام قوس الأسنان.
يتميز هذا النوع بوجود تناقض في طريقة عمل الفكين العلوي والسفلي أثناء الإطباق والمضغ، بينما يقع ضمن فئة سوء الإطباق الهيكلي من الصنف الثالث. وقد ينجم عن اختلالات عضلية أو عادات وظيفية غير صحيحة.
عند علاج مريض مصاب بسوء الإطباق من الصنف الثالث، فإن خطة علاج تقويم الأسنان تختلف إلى حد كبير إذا كان سوء الإطباق هيكلي حقيقي أو سوء الإطباق وظيفي/زائف من الصنف الثالث. وللتمييز بين الحالتين، فإنه من الضروري إجراء التشخيص الطبي المناسب، لأن كلا الحالتين تظهران كعضة معكوسة أمامية، وذلك من خلال العلاقة الفكية المركزية. فإن كان المريض قابلا لأن يوجه فكه إلى علاقة قواطع حافة إلى حافة, ومن ثم يقدم الفك السفلي إلى الأمام حتى تنسد الأسنان الخلفية في انسداد مركزي
، عندها نشير إلى وجود سوء أطباق زائف من الصنف الثالث. إن التحليل الشعاعي ضروري للتشخيص الطبي لمثل هذه الحالة ومن شأنه أن يظهر علاقة هيكلية من الصنف الأول مع وجود أحجام طبيعية للفك العلوي والسفلي.
يمكن تصحيح سوء الإطباق من الصنف الثالث من خلال نهج جراحي تقويمي مشترك أو عن طريق التمويه التقويمي، اعتمادًا على عوامل مختلفة. يمكن إجراء تمويه تقويم الأسنان باستخدام أجهزة التقويم الثابتة أو التقويم الشفاف.
يعد تصحيح سوء الإطباق من الصنف الثالث باستخدام التقويم الشفاف عملية معقدة تعتمد على فهم شامل للميكانيكا الحيوية المعنية. ومن خلال هذا المقال، سوف نتطرق للجوانب الرئيسية للميكانيكا الحيوية للعلاج بالتقويم الشفاف في تصحيح سوء الإطباق من الصنف الثالث، مع التركيز على استخدام المرفقات والحركات اللازمة لتحقيق نتائج ناجحة.
المرفقات عبارة عن أدوات صغيرة مرتفعة ومثبتة بدقة بالأسنان وتعمل كنقاط تثبيت للتقويم الشفاف. إنها تلعب دورًا محوريًا في علاج سوء الإطباق من الصنف الثالث عن طريق تسهيل حركات الأسنان المطلوبة. ولمعالجة سوء الإطباق، يتم وضع المرفقات بشكل استراتيجي على الأسنان لتطبيق القوة بطريقة يمكن التحكم بها، مما يتيح إعادة تحديد وضعية الأسنان (6).
يتطلب التصحيح الناجح لسوء الإطباق من الصنف الثالث باستخدام التقويم الشفاف مجموعة من حركات الأسنان المحددة، كل منها مخطط بدقة لتحقيق نتيجة الإطباق المرغوبة. تُستخدم الحركات التالية بشكل واسع (7):
1. إرجاع الجزء الأمامي من الفك السفلي: لمعالجة بروز الأسنان الأمامية السفلية في سوء الإطباق من الصنف الثالث، غالبًا ما يكون الإرجاع الأمامي مطلوبًا. تتضمن هذه الحركة سحب الأسنان الأمامية السفلية مع ضمان التوافق الأمثل مع الأسنان الأمامية العلوية.
2. إمالة قواطع الفك السفلي نحو الخلف: يتميز الصنف الزائف III بميلان شفوي لقواطع الفك السفلي كآلية تعويضية بواسطة المكونات السنخية. وبالتالي غالبًا ما يكون تصحيح الميل المحوري لقواطع الفك السفلي مطلوبًا عن طريق إمالة القواطع السفلية نحو الخلف وفقًا لذلك (10).
3. إمالة شفوية للقواطع العلوية: لعلاج سوء الإطباق من الصنف الثالث، غالبا ما يلزم إجراء إمالة شفوية للقواطع العلوية لتحقيق علاقة أمامية من الصنف الثالث عن طريق التمويه التقويمي.
4. تصحيح خط الوسط: يمكن أن يكون اختلال خط الوسط سمة مميزة لسوء الإطباق من الصنف الثالث مع تحول وظيفي. يمكن تصميم التقويم الشفاف لمعالجة هذه المشكلة عن طريق توجيه خط الوسط نحو المحاذاة الصحيحة.
والآن دعونا نلقي نظرة على حالة من الصنف الثالث تم علاجها بنظام Eon Aligner للدكتور سامر الصناع.
يعاني مريض يبلغ من العمر 32 عامًا من شكوى رئيسية تتمثل في بروز عكسي للقواطع العلوية أو ما يسمى ب عضة منخفضة. طلب المريض استشارة تقويم الأسنان لعلاج الفك السفلي البارز وتجميل ابتسامته. كشف الفحص الطبي عن تقعر المظهر الجانبي للوجه بشكل بسيط، مع بروز في الشفة السفلية. ليس لدى المريض أي تاريخ مرضي يُذكر ولا تاريخ علاج أسنان ملحوظ.
لم تكشف النتائج السريرية عن أي علامات أو أعراض لخلل في المفصل الصدغي الفكي. كان خط الوسط الفكي متطابقًا مع خط الوسط للوجه مع إزاحة لخط الوسط السفلي نحو اليسار بمقدار 2 مم. من الناحية الأمامية، يبدو وجه المريض متماثلا. أظهر الفحص الفموي وجود علاقة أنياب ورحى من الصنف الثالث على الجانبين الصنف الثالث مع بروز القواطع العليا بمقدار 2 ملم.
إضافة إلى ذلك، فقد أظهر مخطط الرأس الجانبي للمريض زيادة في ارتفاع الثلث السفلي للوجه مع وجود نمط نمو عمودي. أظهر OPG للمريض المفصل الفكي الصدغي بدون اعراض
مفصل فكي صدغي بدون أعراض وغياب الأضراس الثالثة العلوية.
أهداف العلاج لهذا المريض:
لمعالجة التناقض الهيكلي من الصنف الثالث، تم اقتراح إجراء جراحة تقويم الفكين بعد عمل التقويم التعويضي لأقواس الأسنان إلى جانب العلاج الميكانيكي الثابت للمريض، ولكن المريض رفض هذا العلاج.
تم اقتراح خطة علاجية بديلة للمريض تتضمن تصحيح سوء إطباق الأسنان وتمويه التناقض الهيكلي مع تجنب خلع لأي من الأسنان إضافة إلى إجراء توسيع وإرجاع في القوس السفلي باستخدام التقويم الشفاف.
تم التخطيط للمرفقات ووضعها على القواطع الجانبية العلوية والسفلية والأنياب والضواحك والأضراس في المرحلة الأولية من العلاج. تم وضع المريض على دورة ارتداء أسبوعية.
أظهرت المرحلة الأولى من العلاج نتائج واعدة مع تصحيح أشكال القوس وتوسيع القوس العلوي والسفلي في البعد العرضي. تم إجراء إمالة شفوية للأسنان الأمامية العلوية مع إمالة داخلية للأسنان الأمامية السفلية إضافة إلى توسيط الأضراس العلوية لتحقيق علاقة مستقرة من الصنف الأول.
وبعد ذلك تم إرجاع الأسنان الأمامية السفلية في المرحلة اللاحقة من العلاج. في البداية، تم استخدام 17 قالب تقويم في القوس العلوي و20 قالباً في القوس السفلي. وفي وقت لاحق، تم استخدام 17 تقويماً شفافاً محسنًا لقوس الفك العلوي و7 تقويمات شفافة لقوس الفك السفلي. تم تنفيذ العلاج بأكمله بنجاح خلال 10 أشهر دون الحاجة إلى التخفيض البينيّIPR.
تمت معالجة شكوى المريض الرئيسية من بروزعكسي للقواطع العليا بشكل فعال ومعالجتها في نهاية العلاج. تم إنشاء علاقة من الصنف الثالث على الجهتين بين القواطع والأضراس لتحقيق إطباق مستقر ووظيفي. تحسن المظهر الجانبي لوجه المريض تحسنًا كبيرًا إضافة إلى تصحيح العلاقة السنية الأمامية مما أدى إلى بروز إيجابي للأسنان وعضة عميقة مع خطوط الوسط المتوافقة. تم تثبيت التقويم اللساني الدائم الممتد من الناب إلى الناب المقابل على أقواس الفكين العلوي والسفلي.
توضح الحالة المذكورة أعلاه كيفية استخدام التقويم الشفاف لعلاج الحالات المعقدة بنجاح وفعالية مثل حالات سوء الإطباق من الصنف الثالث. إن استخدام التقويم الشفاف حقق للمريض ابتسامة جميلة مع ضمان الراحة المثلى.
أسئلة شائعة
المراجع